اكتشاف قارورة ويسكي لدى تلاميذ يفجر الوضع بثانوية في باتنة

فجرت، في اليومين الأخيرين، قارورة خمر، غالية الثمن، الوضع في ثانوية حي 1000 مسكن الجديدة في بريكة بولاية باتنة، حيث أعلنت حالة طوارئ، وتم تسليط عقوبات ضد 4 تلاميذ، قبل اندلاع احتجاجات توقفت خلالها الدراسة أول أمس وأمس، للمطالبة برفع العقوبة عنهم، ولم تعد الأمور إلى نصابها إلا بعد تدخل الشرطة.

واستنادا إلى مصادر متطابقة، فإن الثانوية شهدت حالة طوارئ إثر العثور على قارورة خمر من نوع الويسكي "الفاخر"، تبلغ قيمتها 12 ألف دينار جزائري، بحوزة تلميذ يدرس بالسنة الثانية ثانوي، حيث اكتشفتها أستاذة عندما أراد التلميذ أن يخرج كراسه فسقطت من المحفظة، ما جعلها تسارع إلى تبليغ الإدارة، وتزامن ذلك مع تقيؤ تلميذ آخر يدرس بالسنة الأولى ثانوي، حيث حامت الشكوك حول تناوله المشروبات الكحولية المركزة، فتم نقله إلى المستشفى، فيما حرر تقريران ضد تلميذين يدرسان معه في نفس الفصل، بعد انبعاث رائحة الخمر منهما.

وقد حول التلاميذ الأربعة على مجلس التأديب بحضور التلاميذ أنفسهم وأوليائهم، وتم بموجبه تسليط عقوبة النقل إلى ثانويات أخرى، غير أن المعنيين لم يرضهم القرار، واعتبروه تعسفيا وقاسيا، لعدم ثبوت الأدلة القاطعة ضدهم، حيث صرحوا بأن قارورات الخمر أحضرها أشخاص آخرون إلى دورة المياه، وأن ما قاموا به ليس بهدف تناولها، بل كانوا ينوون رميها خارج الثانوية، معترفين في نفس الوقت بخطئهم في عدم تبليغ المسؤولين عن وجودها في دورة المياه.

أما أولياؤهم فاعتبروا أنه لا جدوى من العقوبة، طالما أن محيط الثانوية يعتبر مكانا ملائما للمنحرفين، حيث استغلوا وجودها بمنأى عن السكان، واختاروا لهم زوايا حولها للمتاجرة غير الشرعية بالخمور بكل أنواعها، متسائلين أنى يكون لأبنائهم هذه المبالغ المالية حتى يتمكنوا من شراء الخمور غالية الأثمان، واستدلوا بآلاف قارورات الخمر الفارغة التي تحيط بالثانوية من كل جانب، كما اعتبروا أبناءهم ضحية هذا الوضع، بصرف النظر عما حصل من قرار المجلس ومبررات التلاميذ من أنه تعسفي.

وقد حظي التلاميذ المعاقبون بمساندة زملائهم، أول أمس، عندما منعوا من دخول الثانوية تنفيذا لقرار مجلس التأديب، حيث أغلقوا باب الثانوية، ورفضوا الالتحاق بمقاعدهم، إلى أن تدخلت الشرطة وهدأت الوضع، واستؤنفت الدراسة في حدود العاشرة صباحا.

واتصلت "الشروق" بالأمين العام لمديرية التربية، محمد عبد اللاوي، حيث استغرب اللجوء للاحتجاج، في وقت لم يتم الفصل نهائيا في قرار العقوبة، موضحا بأن للتلاميذ حق الطعن أمام اللجنة الولائية، وستأخذه بدورها على محمل الجد.